بنيۓ حس?ن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بنيۓ حس?ن

حياك الله يا زائر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قبيلة الزيادنة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
abujarad
عاشق بني حسن
abujarad


عدد الرسائل : 940
العمل/الترفيه : أبو اسكندر الجرايدة
تاريخ التسجيل : 13/04/2008

قبيلة الزيادنة Empty
مُساهمةموضوع: قبيلة الزيادنة   قبيلة الزيادنة Empty27/11/2008, 3:31 pm

حنا عرب الزيادنه اذا ودك العلم يا جاهل التاريخ اقراء سطورة

نبذة عن قبيلة بني زيدان ( الزيادنة ) :

نبذة عن قبيلة بني زيدان ( الزيادنة ) :

فروع الزيادنه (التل، شهاب الدين، البارودي) وهم من اشراف بلاد الشام .

الأمير الظاهر عمر الزيداني عميد ال التل في القرن الثامن عشر أسس دولة مترامية الاطراف.


قبيلة بني زيدان جاءت من عرب الطائف في الحجاز ايام الفتح والتحرير العربي الاسلامي الصلاحي ( نسبة الى صلاح الدين ) ، ونزلت في ارض ( بني اسد) النازلين في ( معرة النعمان ) بين الشام وحلب ، وحسب ما جاء في كتاب ( الجليل والبلاد السورية ) من عام (1689- 1777م) الصادر عن ( مطبعة الحكيم ) في الناصرة عام 1979م وكتاب ( الريف السوري ) الجزء الثاني لمؤلفه المؤرخ ، الاستاذ ( احمد وصفي زكريا ) الصادر في دمشق عام 1997 م ، والمخطوط التاريخي عن قبيلة بني زيدان، المحفوظ في مكتبه الشيخ احمد زكي باشا في القاهرة ، حسب هذه المصادرة التاريخية التي تؤكد على ان عشيرة ( آل التل ) تعود بجذورها النسبية الى الامام الشريف ( زيد ) من أحفاد الامام علي بن ابي طالب ( كرم الله وجهة ) ، واطلق عليهم عرب الحجاز اسم ( بني زيد ) ، وعندما كبرت العائلة وانتشرت فروعها في الجزيرة العربية وبلاد الشام اطلق عليها اسم، ( قبيلة بني زيدان) ، وتقول المصادر :!! هجرت هذه القبيلة ديارها بسبب نزاعات قبلية وعشائرية وتفرقت ما بين الشام وحلب وبلودان ، والزبدان وتل امنين ، وتل ( المدينة) ، وبيروت وفي الشمال الاردني ( اربد )، وقد افاد المرحوم صالح مصطفى اليوسف التل ( والد الشاعر المرحوم مصطفى وهبي التل ( ابو مصطفى) في اوراقه ( مخطوط ) ان شجرة العائلة موجودة قبل مائتي سنة !! وأول جد لهذه العائلة هو الشيخ يوسف الذي خلف ( ملحم )و( ملحم ) خلف أربعة اولاد هم : حسين وحسن ، وعبدالرحمن ، وعبد الرحيم ، ومنهم جاءت عائلة التل التي تنتسب الى الأمير الظاهر عمر الزيداني شيخ وأمير قبيلة بني زيدان الذي أسس دولة مترامية الأطرف !!!

ويعد الأمير الظاهر عمر الزيداني العميد القوي للقبيلة منذ عام 1730م ، وامتد حكمه على مساحات واسعة من الساحلين السوري واللبناني بالاضافة الى الساحل الفلسطيني الشمالي ، وبعض المناطق في جبل عجلون ، وكانت طموحاته عربية إسلامية يهدف الى إقامة دولة قوية بعيدة عن السيطرة العثمانية لذلك ، اهتم ببناء القلاع القوية ومن قلاعه ، قلعة ( تبنة ) في لواء الكورة، وقد بناها عام 1769 م ، لتكون مركزاً لعملياته العسكرية والمناطق التي يسيطر عليها، من عكا عاصمة ملكه الى الجليل وصفد وعجلون واربد ، ذكر كبار السن في اربد من عائلة '' التل '' '' انهم كانوا يرافقون أجدادهم صبيحة أيام الأعياد لزيارة قبور أجدادهم في ( كوكب الهوا ) وأكدوا على وجود بعض الاملاك لهم في بلدة ( عنبة ) ويعد الجامع الزيداني في لواء الكورة من مناقب أجدادهم ..

انتقلت قبيلة ( الزيادنة ) الى منطقة ( الزبداني ) شرق مدينة دمشق ( 45كم) بعد صراع استمر طويلاً بين الأمير الظاهر عمر وبين ممثل الحكومة العثمانية احمد باشا الجزار ، حيث حسم ( الجزار ) الصراع لصالحه فأسس، الشيخ عباس الاول ، إمارة الزبادنة في منطقة الزبداني عام 1807م ، وتفرعت القبيلة الى عدة فروع أهمها:

- عشيرة التل ، في الاردن ، ومناطق الزبداني

- عشيرة شهاب الدين ، في القطر اللبناني .

- عشيرة الباردوي ، في القطرين العربي السوري واللبناني

وما زالت هذه العشائر في مناطقها المذكورة منذ القرن التاسع عشر وترتبط حالياً بعلاقات نسبية ، وتعتز بجذورها التاريخية كفرع من فروع ( آل البيت ) ، ومن أشراف بلاد الشام .

الزيادنة في الأردن:

يقيمون في قرية ريمون وأصلهم من قرية بيت إكسا التابعة للقدس الشريف وهم من اعقاب الظاهر العمر الزيداني الزعيم الفلسطيني المشهور والذي حكم جبال القدس والساحل الفلسطيني واللبناني في الفترة العثمانية . ولهم أبناء عمومة في قرية بيت إكسا في القدس الشريف وهم ( الخطيب , آل محمد ويدعون الظاهر ) وهم من أعقاب الظاهر العمر. وكذلك من أبناء عمومتهم الزيادنة في جبل لبنان , وكذلك الرقاد شرقي مدينة سحاب الأردنية .



شيء من تاريخ ظاهر العمر الزيداني

الدكتور بطرس دلة

لا بد للدارس لتاريخ فلسطين والعالم العربي في العصر الحاضر إلا أن يتوقف عند تاريخ هذا القائد العربي الذي حاول بقوة السلاح وقوة الشخصية أن يبني حكمًا وراثيًا له ولأبنائه من بعده, لولا أن الظروف التي ظهر فيها وتكالب الدول الأوروبية على استعمار العالم العربي منعا منه تحقيق هذا الهدف.

ان فترة حكم ظاهر العمر في منتصف القرن الثامن عشر, والتي انتهت بقتله غدراً على يد أحد كبار قادته ومعاونيه أحمد دنكزلي المغربي الاصل, كانت فترة ضعف الامبراطورية العثمانية وتحوّل الدول الأوروبية من سياسة الحفاظ على سلامة الامبراطورية العثمانية أمام مطامع روسيا وحكامها آل رومانوف التوسعية, تحولت الى صراع حول اقتسام إرث هذه الامبراطورية, وبذلك تحوّل مفهوم المسألة الشرقية الى مفهوم جديد.

كان مفهومها أول ما ظهرت, يعني تخوّف دول أوروبا من خطر الزحف العثماني الذي هدد استقلال دول أوروبا, ووصلت جيوشها الى أبواب فيينّا ولو أنها لم تحتلّها, الا أنها نجحت في تحويل البلقان الى مستعمرة عثمانية حتى حدود روسيا الجنوبية أي بسارابيا ورافد نهر بروت وحتى صربيا وحدود ايطاليا, بما في ذلك كل شمال افريقيا ما عدا مراكش! أما المفهوم الجديد للمسألة الشرقية فقد أصبح كما ذكرت تحوّل دول أوروبا من الخوف الى المطامع الاستعمارية في أراضي الامبراطورية العثمانية.



بدايات الظاهر عمر:

يختلف المؤرخون حول ميلاد ظاهر العمر, ولكن الأرجح أنه ولد سنة 1689م في عرابة البطوف, وهناك روايات أخرى تقول غير ذلك. ما نعرفه من مجمل المصادر أنه تربى في عرابة, ومنها انتقل الى طبريا. ومن هناك, وبعد أن تصادق مع مشايخ عرب الصقر استغل قوتهم التي كانوا ينجدونه بها لبناء دولة في منطقة الجليل وفلسطين, وقد أنجده عرب الصقر في عدة مواقع, نجح في أكثرها وفشل في البعض الآخر. فقد نجح في طبريا وقضى على ملتزمها وأرسله مكتوفًا الى والي صيدا مع مال التزام المنطقة, وهدية ثمينة هي فرس زرقاء أصيلة اشتهر صيتها بين العربان. وكان قد فشل مرة في الدفاع عن قرية البعنة التي حاصرها وزير صفد عثمان باشا, وفر ظاهر من ثغرة مخفية في السور. ولما سقطت البعنة, بحث عثمان باشا عن ظاهر, فلم يجده, فأقسم أن سيقتله عندما يجده. ويدعي البعض أن الوزير عثمان باشا – هو الملقب بأبي طوق.



التوسعات:

كانت مدينة عكا منذ أن هدمها الملك الأشرف خليل المملوك عام 1291م خربة مهجورة, الا من بعض المشردين الذين كانوا يتخذون البيوت المهدومة خرائبَ يسكنون فيها. ولذلك شن ظاهر العمر حملة عام 1744م استولى فيها على مدينة عكا, ونقل عاصمته من مدينة صفد الى مدينة عكا لما لها من أهمية استراتيجية واقتصادية!

كان نظام الاقطاع والالتزام سائداً في ذلك العصر, وكان ظاهر يشتري مال الالتزام من حكام الألوية في كل مدينة كان يحتلها. وهكذا احتل عكا _ كما ذكرنا – ودفع مال التزامها, واحتل طبريا قبل ذلك, كما كان قد احتل صفد, ثم احتل الناصرة, ووصل الى نابلس, حيث اصطدم مع آل جرار الذين كانوا مسيطرين على كل المنطقة الوسطى من البلاد, وكانت الناصرة أيضًا تخضع لهم.



تقسيم مرحلة حياة ظاهر العمر:

1) مرحلة الاستعداد وبناء العلاقة مع عرب الصقر في عرابة البطوف, أي حتى عام 1733م.

2) المرحلة الثانية الاستيلاء على الجليل الشرقي والأوسط, أي صفد, طبريا, الناصرة والجليل بين سنتي 1730-1743م.

3) المرحلة الثالثة: اتخاذ عكا عاصمة له, وادارته وأعماله العمرانية بين سنتي 1744-1770م.

4) المرحلة الرابعة والأخيرة, وهي أقصر مرحلة بين سنتي 1770-1775م, وهي مرحلة التمرد على الامبراطورية العثمانية وكفاحه الأخير, حتى اغتياله على يد أحد قادته – المغربي أحمد دنكزلي عام 1775م.





^
المقاومات:

أثبت ظاهر العمر أنه رجل سلطة ممتاز, فقد قسّم البلاد بين أبنائه وإخوته, ونظم عملية جباية الضرائب – مال الالتزام – بحيث تكون محمولة من قبل المواطنين وكافية لتغطية مختلف مشاريعه التوسعية والعمرانية. إلا أن مشكلته الكبرى كانت في المقاومة العنيفة التي وجدها في عدة نواح, منها:

1) طمع أبنائه, وعلى رأسهم عثمان, في الاستقلال والاستئثار بالسلطة والانفصال عن ظاهر (محاولته في شفاعمرو, وقد أفشلها ظاهر العمر).

2) مقاومة بريطانيا – فقد كان الأسطول البريطاني بقيادة الأدميرال ادم سميث يقاومه بحرًا ويفرض على عاصمته الحصار البحري كي لا يصله المدد والمؤن من أي مصدر. وكان هذا الأسطول عاملاً في القضاء على حكمه وهربه من وجه الجزار الذي أرسله السلطان للقضاء على حكم ظاهر العمر بعد حصار عكا – وقد تمّ له ذلك عام 1775م, واضطرّ ظاهر الى الهرب من عكا, ولحق به قائده أحمد دنكزلي واغتاله بعد أن كان محط ثقته!

3) مقاومة تركيا له بشكل مكشوف, وتحريض الولاة المحليين على حرب ظاهر.

4) منافسة الملتزمين المحليين ولاة المناطق المجاورة لظاهر العمر طمعًا في توسيع نفوذهم وولايتهم.

5) المقاومة المحلية, خاصة ظاهرة قطاعة الطرق التي كانت منتشرة آنذاك, وقد حاول ظاهر معالجتها بقوة السلاح وبالحملات التي شنها على مراكز تجمّع قطّاع الطرق. (ويذكر أن حفيده جهجهاه كان قد قتل في كمين نصب له قطّاع الطرق من عرب الصقر أعزّ أصدقاء ظاهر العمر, مما جعله يشن حملة عسكرية على مضاربهم في مشارف عرابة البطوف, ويشتّت شملهم, ويحرق خيامهم, ويقتل كل من وصلته يده بحد السيف. ثم عاد بعد ذلك بفترة قصيرة يسترضي عرب الصقر بقوة شخصيته ومبادرته الى زيارة مفاجئة, وكان متخفيًا لدى عرب الصقر وعقد راية الصلح معهم).

6) الخيانات التي كانت تفاجئه من حين لآخر من بطانته المقرّبة اليه, والتي لم تهدأ طوال فترة حكمه.

على الرغم من كل هذه العوامل مجتمعة, فقد كان الشيخ ظاهر العمر ذا حكمة كبيرة وفكر ثاقب وداهية في تعامله مع مختلف الفئات, ورجل دولة فذ. فقد باشر الى عمران مختلف المدن, مثل: طبريا وصفد وعكا وشفاعمرو, الى جانب القلاع الكثيرة التي بناها, والتي ما زالت شاهدًا حيًا على عظمة الرجل.

حركة العمران في عكا:

ما يهمنا في هذه المناسبة هو ما يتعلق بمدينة عكا أساسًا, وكانت الأسوار في حينه أحسن وسيلة دفاع أمام خطر أي هجوم من خصومه الكثيرين, والذين عدّدناهم في الفصل السابق. يقال ان أول ما اهتم به ظاهر العمر هو بناء سور عكا الذي اعتقد أنه بدأ ببنائه عام 1750م وهناك من يقول 1751م. هذا السور الذي هدم جزء كبير منه وما تزال آثاره في القسم الشمالي من عكا القديمة وكذلك القسم الشرقي, وهو ما يعرف اليوم باسم السور الداخلي, وهو يصل الى بناية السجن المركزي القديم. الى جانب السور أقام ظاهر العمر قلعة عكا, وعمّر في وسطها برجًا للمراقبة يطل من على البحر من جهة, وعلى البر من ثلاث جهات, ويطلق عليه اسم برج الخزينة. والى جانب البرج أقام دارًا له – أو قل قصرًا بمفاهيم تلك الفترة – قرب الزاوية الشمالية – الشرقية من السور, وعلى حدود القلعة المذكورة.

كذلك اهتم بأن يحيط قصره بالزهور والجنائن, وعَيّن مسؤولاً عن ريّ هذه الجنائن, لتظل خضراء يانعة وتترك أثرًا في نفوس ضيوفه وزوّاره, وذلك ليظهر أنه رجل سلام يهتم بالجمال وليس فقط رجل حرب.

فتح في السور بوابتين: الأولى في الجنوب الشرقي على بعد مائة متر من البوابة الجنوبية – الشرقية الحالية في نهاية شارع صلاح الدين, والبوابة الثانية في الجهة الشمالية شرقي قصر الباشا, وكان يطلق عليها اسم بوابة السراي, أو بوابة السباع لقربها من قصر الباشا.

حول السور حفر ظاهر العمر خنادق جلب اليها مياه البحر لمنع أي معتد من اجتيازها وضرب السور* فباتت عكا مدينة حصينة تفي بمتطلبات هذا الشيخ, وتكون أساسًا وعاصمة وراثية له ولأبنائه من بعده.

من عكا انتقل ليجدّد بناية مدينة حيفا, وكانت عبارة عن قرية صغيرة بجانب جبل الكرمل,وذلك منذ عام 1761م, ومنها احتل ما جاورها من القرى, فأصبح جبل الكرمل كله في يده.



الادارة:

قلنا ان ظاهر العمر قسّم البلاد بين أبنائه ومنحهم شيئًا من الاستقلال كل في منطقة نفوذه, ولكنه رسم لهم السياسة العليا, بحيث لا يسرفون في جباية الضرائب, لئلا تثور البلاد ضدهم. ومع ذلك فقد خرج بعضهم عن خطة الشيخ, فظلموا الرعية وكثرت اعتداءاتهم على المتهربين من دفع الضرائب الباهظة, وكثرت شكاوى السكان ضدهم للشيخ ظاهر الذي كان يعزل هذا الابن من هذه المنطقة ويستبدله بآخر, وهكذا. كما كان ينفي ويسجن الآخرين. ولم تردعهم هذه الاجراءات, بل زاد الطين بلّة عندما تقدمت بظاهر العمر السّن, وازدادت الفتن اشتعالاً, كان أخطرها فتنة ابنه عثمان الذي هرب الى الأمير ملحم الشهابي وطلب نجدته للقضاء على حكم أبيه في عكا, ومع ذلك لاطفه أبوه وأعاده الى عكا, وأعطاه منطقة الناصرة يحكمها.

اهتم ظاهر العمر بتنظيم الادارة, فعيّن مجلسًا خاصًا اتخذ أعضاءه بطانة له يستشيرهم في شؤون الدولة من حين لآخر, يرأسه مفتي عكا الشيخ عبد الحليم الشويكي ويضم قائد الجيش ووزير المالية والجباة وشيوخًا من مختلف الفئات والأوساط. أما الجيش فقد قسّمه الى قسمين: قسم المرتزقة المغاربة والدالاثية بقيادة أحمد دنكزلي المغربي, وكان ظاهر – كما ذكرنا – قد تعرف عليه في أثناء حصاره لقلعة جدّين, فأعجبته بطولته واتخذه مساعدًا عسكريًا له, وكان عدد هذا الجيش زهاء ألف جندي.

أما الجيش الثاني فكان يجمعه من شتى أنحاء البلاد ومن حلفائه في المدن والقرى المجاورة, وكان عددهم يصل الى زهاء 60-70 ألف جندي, وأكثرهم في الاحتياط وليسوا جيشًا نظاميًا ثابتًا.

اتخذ ظاهر العمر وزراءه من مختلف أبناء الطوائف إرضاء للجميع. وفوق كل ذلك لم يكتف ظاهر بقوته العسكرية, بل دعمها بأحلاف عسكرية مع بعض الولاة من جيرانه كالشهابيين, وعلي بيك الكبير في مصر, خاصة لأنه كان يتوقع أن تقوم الدولة العثمانية في يوم من الايام بمهاجمته والقضاء على حكمه, لأنها لا ترضى بوجود حاكم قوي محلي قد يستقلّ عنها عندما تسنح له الظروف.



نهاية الظاهر عمر:

عندما تقدمت بظاهر العمر السّن رأت الدولة العثمانية أن الفرصة باتت مناسبة للقضاء على حكمه. فأرسلت أحمد باشا الجزار على رأس حملة تحاصر عكا وتستولي على المدينة. واستعانت بحكام مصر والولاة المحليين والأسطول العثماني بحرًا بقيادة القبودان باشي حسن باشا الجزائرلي ووالي دمشق محمد باشا ووالي القدس ابراهيم باشا النمر, وسلمت القيادة العامة محمد باشا العظم برًا.

هاجم حسن باشا السور من الجهة الشرقية, وبدأت مدفعيته بضرب السور والمدينة, كما أخذت المدفعية البحرية بدكّ السور وقصر الباشا. ولما اشتدّ الحصار, ورأى ظاهر خيانة المغاربة وعلى رأسهم أحمد دنكزلي, ركب فرسه وفر هاربًا, فلحقه بعض الجنود المغاربة الذين أطلقوا النار عليه, فأردوه قتيلاً. ثم أخذوا رأسه, وأتى به أحمد دنكزلي قائدهم الى حسن باشا يوم 29/8/1775م, ومنه حاول أن يقدمه هدية لأحمد باشا الجزار, الذي ما أن رأى الرأس بيد دنكزلي حتى استل خنجره ورماه به, فأصابه في بطنه, وأمر بأن يدفن في السور حيًا بقوله: من خان أول سيد له وخان الثاني, لن يخلص لي بأي حال من الأحوال.

وهكذا كانت نهاية الشيخ ظاهر العمر. ويقال ان قبره خارج أسوار المدينة في منطقة الرقايق, أو في مقبرة النبي صالح القريبة من سور المدينة, وقد أمر الجزار بدفنه فيها احترامًا لدوره الكبير كحاكم لفلسطين فترة من الزمن.

لقد ذكرت بعض المصادر استخدام الخنادق المحيطة بالأسوار العكية حائلا مائيا, بينما تنفي مصادر اخرى هذا الأمر. وهذه القضية بحاجة الى دراسة موسعة (المحرر).

للتوسع يرجى مراجعة المصادر الآتية:

1. ميخائيل نقولا الصبّاغ – تاريخ الشيخ ظاهر العمر الزيداني – لبنان 1927.

2. عبّود الصبّاغ – الروض الزاهر في تاريخ ظاهر, بدون تاريخ.

3. محمد كرد علي – خطط الشام, المجلد الثاني, دمشق 1925.

4. دي فولني – رحلات الى سوريا ومصر, 1783-1785 ترجمة ادوار البستاني.

5. توفيق معمّر المحامي – ظاهر العمر , طبعة ثالثة, 1996.

6. أوريئيل هيد - דאהר אל עומר, ירושלים 1942.

ومن أجل توسع أكثر يرجى مراجعة مكتبة المهندس ديختر من عكا, والذي قدّم مكتبته العامرة لجامعة حيفا على جبل الكرمل, حيث خصصت لها الجامعة غرفة خاصة ما زالت تحتفظ بكل ما جمعه هذا المهندس الذي أحبّ عكا وقدّم لها هذه الخدمة الجليلة, ليحفظ تاريخها من الضياع.

(عكا بلدي – الملف الأول, المركز الجماهيري – عكا القديمة, 2001م/1422هـ, ص 77-82).

تحرير نظير شمالي






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.abujarad.mam9.com
abujarad
عاشق بني حسن
abujarad


عدد الرسائل : 940
العمل/الترفيه : أبو اسكندر الجرايدة
تاريخ التسجيل : 13/04/2008

قبيلة الزيادنة Empty
مُساهمةموضوع: تابع قبيلة الزيادنة   قبيلة الزيادنة Empty27/11/2008, 3:34 pm



تابع قبيلة الزيادنة

بداية علاقة أسرة ظاهر العمر بعرب الصقر(المفارجة) الطائية

منذ أن إستقرت أسرة الزيادنة في سهول طبرية الواقعة في مناطق نفوذ الصقر، ترسخت علاقاتهم مع مشايخ عرب الصقر، خصوصا وأن هذه العشيرة، إمتازت بعادات عشائر طيء، بالكرم، وحسن الضيافة، فاتخذها مشايخ عرب الصقر، مقر إستراحة لهم، أثناء تنقلهم بين حوران ونجد والجليل، وفي عام 1707م، وفي ذات يوم من الأيام عندما كان أميران من الصقر ينزلان على أسرة الزيادنة، هما الأمير قعدان والأمير فايز، وعلموا بما آلت إليه الأمور من مقتل أحد أبناء طبرية بيد أحد أبناء أسرة الزيادنة وهو الفتى ظاهر، والذي لم يتعد عمره 18 عاما، هب مشايخ الصقر لنجدة أسرة الزيادنة، وإحتضانها رفعا للحيف عنها، والذي هو واقع عليها من أهالي طبرية في أي لحظة، وتكفل الشيخ جعدان بن ظاهر السلامة، بالذود عنهم حتى لو كلف هذا الأمر دماء الصقر لقاء حمايتهم، وأنه على إستعداد أن يسير عشرة آلاف فارس من عرب الصقر لنجدتهم، فأمروا بترحيلهم على الفور، واصطحب الشيخ جعدان ظعنهم معه الى حيث تضرب الصقر مضاربها في طول الجليل وعرضه، بلاد صفد والناصرة والمرج، وبإختلاطهم بعشائر عرب الصقر لا يمكن الوصول اليهم، والإعتداء عليهم يعتبر إعتداء على عرب الصقر. كان ذلك بعد أن إستمع الأمير جعدان بن ظاهر السلامة الى أن هذا الفتى لم يقدم على جريمة القتل الا بعد أن شاهد أحد الفسقة من أهالي طبرية يعتدي على طفلة مستبيحا عرضها. وهناك في مضارب الصقر نشأ ظاهر بين فرسان عرب الصقر فارسا مغوارا متعلما منهم إجادة ركوب الخيل والفروسية، وفي ذلك تقول مخطوطة عبود الصباغ الروض الزاهر في ظاهر، المحفوظ أصلها في باريس، ونسخة ميكروفيلمية في الجامعة الأردنية، ما نصه:

فلما صار ظاهر من العمر 18 سنة، إلى أن خرج في بعض الأيام، وحده، للصيد، فسمع في بعض الأحراش، صوت إمرأة تولول، فاتبع الصوت، فوجد إنسان من أسافل طبرية، إغتصب إبنة، على القبيح، فغضب لها ظاهر، واستل سيفه وواتاه، فقتله، فارتعبت الصبية، فقال لها: لا عليك، كما غضبت لك، فاكتمي عني، ثم إنه ساير الصبية إلى أن أوصلها البلد، وجاء ظاهر إلى أخيه سعد، وقال له: بئس ما صنعت، إن الدم لا يختفي هارقه، وإذا عرفوا أهل طبرية، أنا أدمينا منهم، فكيف يكون إقامتنا بينهم؟! فقال له ظاهر: والله أنت أكبر مني في ذلك، لو ترى ما رأيت، لما تعديت ما فعلته، أيغتصب فاسق بنية وأسكت عنه؟ والله ما ربيتني على ذلك، ولا أكون من ظهر عمر، فخاف سعد جدا من ظهور الأمر. وكانت مشايخ عرب الصقر، يتردد لطبريا، ويومئذ نازلين عندهم، وهو الأمير قعدان، والأمير فايض، فنظرا وجه سعد، مقبوض، متغير، ما كان عليه قبل حضور ظاهر، فسألوه السبب، فلخوفه لئلا يظنوا من ثقلتهم عليه في الحقيقة، واستشارهم في القضية، فقال له قعدان: والله يا سعد، إن شئت، فترى نهار غد أكثر من عشرة آلاف خيال على بابك من عرب الصقر، ودمي ودمهم أمامك، فقال له سعد: ليس هذا المقصود، وإنما خجلي من أهل البلد، وإذا عرفوا. فقال له: إن بلادنا في صفة خير من هذه البلاد، وأرضها أخصب، ومتجرها أكثر، وهواؤها أعدل، فقم، جهز حالك، وعيلتك، وامض معنا، وتوطن عندنا، ونحن ننزلكم هناك، كأنكم منا، بحيث يكون ذلك قبل ظهور الدم.

فاستصوب سعد ذلك، وأسرع ، واجتمع بأولاد عمه، وما أخبرهم بالدم، بل أخبرهم أن مشايخ عرب الصقر، شهدوا الآن بلاد صفد، أكثر من طبريا، وأنه إستحسن الإنتقال إلى هناك، وقد إعتمد ذلك، فقال له: لا نخرج مما تراه، فنحن معك، فقاموا جميعا، باعوا أراضيهم، وجهزوا ما لهم، وسافروا مع مشايخ عرب الصقر، وأنزلوهم عندهم في كل رحب، مدة أيام، إلى أن نزلوا الناصرة، وبلاد صفد، ونظروها، فأعجبتهم قرية، تسمى عرابة، من بلاد صفد، فأتوا ونزلوا بها، وفتحوا بيتهم للضيوف، حسب عادتهم، واستفلحوا بها، وأقاموا فيها، ذلك سنة 1730ميلادي أ.هـ.

أخذت أسرة الزيادنة تتنقل في بلاد الصقر كغيرها من عشائر الصقر حيث إستقر بها المقام في بلدة عرابة البطوف، بفتح الباء الموحدة وتشديد الطاء، وخلال إقامتها وطدت علاقاتها مع أهالي القرية، وبرز سعد وظاهر العمر في حل المشاكل الناشئة بين جباة أموال الميري، وأهل البلدة، ورسخوا علاقتهم بوالي صيدا محمد باشا، خلال هذه الفترة، منذ 1707م وحتى عام 1730م، وقد وصلوا الى هذا النفوذ بدعم وإسناد من عرب الصقر، وخلال تلك الفترة زحفت عشائر عرب الصقر تدريجيا من بلاد صفد والناصرة إلى جبل نابلس، فاستولت على مرج بن عامر ، فأصبح المرج تابعا للناصرة، وفقد حكام جبل نابلس، أخصب منطقة زراعية في بلادهم، وقد إستفحل أمر عرب الصقر، فحملوا على جبل نابلس، وحرموا الفلاحين من خيرات المرج، وكثرت إعتداءاتهم على القرى المحيطة به دون أن تحرك الدولة العثمانية ساكنا سوى محاولات يائسة لطرد الصقر. فاشتكى القرويون إلى شيخ مشايخ جبل نابلس إبن ماضي، والذي نقل الشكاوي بدوره إلى محمد باشا العظم، والي صيدا، فأمره بقتال عرب الصقر، وطردهم من المرج، فدارت حروب شرسة بين عرب الصقر وجبل نابلس، ولم تفلح هذه الحروب بإخلاء المرج، وبقيت عرب الصقر تجوب المرج، ومع مرور السنين من عام 1720 وحتى عام 1733م، عاش الفريقان في حروب دائمة، وفي عدم أمان ما لم تخرج عرب الصقر من المرج. فأدرك مشايخ عرب الصقر أن مقاومة جبل نابلس المدعوم من الدولة العثمانية في صيدا، قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تكليفهم الكثير، أو إخراجهم من المرج، لكن عرب الصقر التي إستماتت في المرج وذاقت خيراته ومياهه، لن تتركه حتى لو سالت دماؤهم في أوديته، فالمرج أصبح عزيزا وازدادوا تمسكا به. أنظر ما ورد في بعض من أشعارهم عن المرج وقراه، فيقول أحدهم بقصيدة طويلة يصف فيها إقتتالا بين أهال رمانة وفريقا من الصقر ثم يتكرر القتال مع أهالي السيلة الحارثية، فيحدد إنتقالهم من مرج رمانة الى مرج السيلة ثم مهاجمة جموع غفيرة من أهل السيلة لهم عندما حطوا رحالهم في مرجها:

رحلنا من أرض رمانة --- نزلنا بمرج السيلة

يا فزعت علينا الفلح ---- خلايج ما هي جليلة

ويقول شاعر الصقر مرسال القروط في فترة زمنية أخرى، واصفا بعيره الأبيض المزين بالأهداب السوداء المتدلية على جوانبه، يجوب أرض المرج، ويطوي هضابه، وصولا الى تل الذهب:

أنـــا شـديــت القعــود --- أشعل والشراشب سود

مشيه ويا المرج فدود ---- يا تليل الذهب ملقاه

وعلى غدران نمران على نهر المقطع نواحي حيفا، قال شاعرهم متوجدا على إبنه المقتول على مشارف غابات سابا:

يا وجـد وجـدي من توجـد له على شـاة ---- وجد ليله طويل ووجد ليلي قصيري

وجدي توجد ع اللي ضبع سابا تعشاه ---- يا مخفف عن سـرد السبايـب ثقيلـي

وكتبه

علي بن فلاح الملاحي الصقري

مؤرخ عشائر عرب الصقر (المفارجة) الطائية العريقة

إربد - الأردن



المصدر: كتاب عشائر عرب الصقر إبان الحكم العثماني 1997، إربد، الأردن.



مراسم تعيين عرب الصقر (المفارجة) الطائية ظاهر العمر رأسا عليهم في القرن الثامن عشر

وجه الأمير إرشيد الجبر في العقد الثاني من القرن الثامن عشر الدعوة الى مشايخه، لحضور ديوانه للنظر في ما آلت اليه الأمور من حروب مع جبل نابلس، والتخطيط للإيقاع بحلف إبن ماضي والجرار، وتخريب علاقتهم بالوالي العثماني في صيدا. وكأن لسان حاله يقول إن الغرض من هذا الإجتماع هو إستعراض الأوضاع والتخطيط للمستقبل.

تقاطرت مشايخ عشائر عرب الصقر الى بيت الأمير، وبعد تناولهم الطعام ، هناك ، في وسط مرج بن عامر، طرح عليهم الأمير إرشيد موضوعه، صابا جام غضبه على العثمللي ( العثماني)، مبينا أن الوالي العثماني، هو منافسهم الرئيسي في الحصول على أرزاقهم ، وهو المشارك لهم في إقتسام لقمة العيش، مبينا لهم أيضا، أنه كلما حاولوا فرض خاوة (أتاوة) على قرية من القرى، سارع الوالي العثماني، في صيدا، الى ثني تلك القرية عن دفع الخاوة الى عرب الصقر، ودفعها للدولة بدلا من ذلك ، لا بل كانت بعض القرى تدفعها مرتين، للدولة مرة وللصقر مرة أخرى ، ثم أن الوالي لم يكتف بهذا الحد، بل ذهب الى تأليب أهل البلاد، والزعامات المحلية على مقاتلة عرب صقر، فجردت قرى جبل نابلس جموعها وأخذت تغير على الصقر ، مما أدى الى وقوع المزيد من القتلى في صفوف الصقر، وهذا الأمر يؤدي ومع مرور السنين الى إضعافهم، وتغلب جبل نابلس بزعامة إبن ماضي المتمركز في بلدة إجزم جنوب حيفا ، وابن جرار المتحصن في قلعة صانور بين جنين ونابلس.

هذا ما بحثه أمير عرب الصقر إرشيد الجبر مع شيوخ عشائره، والذين يمثلون زهاء عشرين ألف نسمة كما ورد في المخطوطة، وعديد خيولهم خمسة آلاف فرس وجذعاء ، فوضع النقاط على الحروف، محددا المخاطر المحدقة بهم، والمستقبل الذي ينتظرهم، وحث مشايخه على أن يعيدوا حساباتهم، لئلا يكونوا فريسة لغيرهم ، وهم ورثة البلاد من أجدادهم المفارجة ، الذين أراقوا دماءهم الطائية الزكية على أرض فلسطين عبر ألف عام ... أمير الصقر لم يكن رجلا عاديا، من عامة الناس، بل كان زعيما بمعنى الزعامة، وريث زعامة لامية طائية كابر عن كابر ، ذو عقل، وبصيرة، يزن الأمور بموازينها، يقيّم، ويعاين، ويتخذ القرار بعد دراسة وتمحيص، فكاتب المخطوطة عبود الصباغ من العرب النصارى في عكا، توقف عند هذا الأمر، ووصف أمير الصقر بأنه داهية من دهاة العرب، وصاحب عقل نير، ورأي صائب، وكان رجلا عرك الحياة بحلوها ومرها ، فهو سنوات متراكمة من الخبرة في التعاطي مع الأحداث السياسية في عصره، وما يواكبها من صراعات ونزاعات، يقول الصباغ في مخطوطته: "... فجمع رشيد الجبر، أمير عرب الصقر، مشايخه، وكان من الدهاء ، والعقل، والرأي، والتجربة الغاية، واستشارهم في هذا الأمر..." إهـ.

أمير الصقر تغزلت به وبشجاعته إحدى فتيات بنو عمومتنا السردية الكرام، قائلة عندما أقامت الصقر نواحي حوران:

إرشيــد يا جبــرتي ----- واريدك كبير سرودي

والدرب وادي العرب ----- والمنــزل الجالــودي

(وادي العرب يقع غرب إربد، والجالود هو نهر الجالود ينبع من مرج بن عامر ويصب في نهر الأردن عبر بيسان)

إتخذ أمير الصقر القرار بإنتداب أحد رجالات أسرة الزيادنة زعيما رمزيا للصقر، فعرض الأمير الأمر على مشايخ عشائره، الذين لم يعارضوا رأيه، فقرر مع نخبة من مشايخه النزول على الزيادنة في عرابة البطوف الواقعة الى الغرب من طبرية، وارتأى الأمير، ان يدخل عليهم من باب شجون الحديث، وأن يخوض في موضوعه، من باب إثارة الأهتمام، من حيث لا يشعرون، فألقى عليهم ، وعلى عادة العرب، لغزا علهم يساهمون في حله ، فطبيعة اللغز الذي طرحه أمير الصقر هو من صلب الحياة التي تعيشها القبيلة، وهي حياة جهاد، ومواجهة، وصراع مرير، من أجل البقاء والإستفراد، فاللغز يعتمد على حجر الصوان الذي يقدح منه العرب النار أساس الحياة ، والرمح المصنوع من الفولاذ سلاحهم الذي يدفعون به الشر عنهم، كليهما يمتازان بالصلابة والقوة. كيف يستطيع أي فرد من أسرة الزيادنة أن يغرس الرمح الفولاذي في صفاة من الصوان، إنها معجزة لا يحققها الا من أوتي الخوارق، فهل هم من أهل الخوارق؟

بدأ معهم أمير الصقر فردا فردا، من أكبرهم سنا الى أن وصل الدور عند أصغرهم سنا ، وقف الشاب ظاهر، قائلا لأمير الصقر: أنا أغرسه، فاستهجن أمير الصقر كيف لهذا الغلام أن يصل الى الحل، الذي عجز عنه أشقاؤه وبنو قومه، فدنى ظاهر من الأمير، وبينما أمير الصقر ممسك بالرمح ، وضع ظاهر يده على الرمح أعلى من يد الأمير ، وصمت، الى أن إستثار أمير الصقر ، فقال له الأمير: ثم ماذا ؟ فرد عليه ظاهر قائلا: الرمح لا يستقيم واقفا ما لم تسنده أيدي الرجال الشجعان.

دهش أمير الصقر من تصرف هذا الشاب، ومن فراسته، وسرعة بديهته، لكن أمير الصقر إنتابه الغم، والتشاؤم من ظاهر، نعم أمير الصقر رجل الفكر والدهاء والحنكة ، لم يدع تصرف هذا الغلام يمر مر الكرام ، بوضع يده على الرمح أعلى من يد الأمير، فمال الأمير على مشايخ الصقر، ينبههم إلا أن هذا الغلام سيرتفع شأنه يوما، ويعلو على الصقر، لكن ذلك لن يثنيه عن تنصيبه رأسا على عرب الصقر، لأن ما تجابهه الصقر من مخاطر مع العثمانيين وجبل نابلس، أعظم بكثير من مخاطر لا تزال غامضة في المستقبل البعيد. فها هو يتخذ القرار بتنصيب ظاهر العمر رأسا على عرب الصقر، وشن الحرب من جديد على جبل نابلس، بأسمه ، وبذلك يأمن دعم محمد باشا لأبن ماضي، وهذا ما تؤكده المخطوطة ، وفق مراسم التنصيب التالية، فتقول حرفيا:

[..... محمد باشا والي صيدا، فأرسل إلى الشيخ ماضي شيخ مشايخ جبل نابلس، يأمره في الوقوع بعرب الصقر، لأنهم بجواره، وهو المتدارك تلك النواحي، وكان هذا غاية مراد الشيخ ماضي، فأوقع بهم مرارا، فبحثوا عن السبب، فعرفوه، فجمع رشيد الجبر، أمير عرب الصقر، مشايخه، وكان من الدهاء ، والعقل، والرأي، والتجربة الغاية، واستشارهم في هذا الأمر.

وقال لهم: لو كان العثملّي يقف معنا على ميرية، ولا يتعدى عوايده، كنا نحن توقفنا عن الفساد في الطريق، ولكن لا هو يقف معنا، على حدة معنا، وإذا مددنا يدنا إلى الطرق، يحث علينا أهل البلاد، لتغزونا، كما رأيتم من حكام جبل نابلس، وإذا قمنا نحن أمام أهل نابلس، ربما نقاومهم، غير أنهم ، هم أكثر بآلام العثملي معهم، فإنهم به، يهيجوا أهل البلاد للإتحاد معهم على غزونا، فإن الرأي السديد الذي أراه أن نختار أحدا من أهل البلاد، نقيمه علينا رأسا، ونكون في طاعته، ونغزوا النوابلسية، أو غيرهم من الذين يغريهم العثملّي بنا، فعند ذلك، لا يقدم أحد من أهل البلاد ضدنا، لكون راسنا منهم، والغزو إسمه عليه، فلا يكون من أهل البلاد عداوة، بل بالخلاف، ربما تصير جميع البلاد معنا. ثم، وأنتم قد عرفتم بيت الزيادنة، وما هم من الكرم، والجود، وحبهم لنا، وصنعهم معنا، ونحن الذين أتينا بهم إلى هذه البلاد، وقد شاع صيتهم، بكرمهم، وجودهم، وفراستهم، وملكوا قلب الناس، وقد سمعتم ما جرى بينهم وبين باشة صيدا، لأجل ظلم أتباعه أهل عرابة، وقد أخذوا الباشا، في أنهم يكونوا المتولين في عرابة من قبل الباشة (كان محمد باشا)، أرسل لعرابة متسلم، ليحضر ميرة البلد، فنزل المتسلم، وقبض الميرة، المقادة عليهم، ثم بعد ذلك، طلب أجرة طريقه منهم، فاجتاح عليهم به، وطلب منهم فوق طاقتهم، فبعد أن دفعوه له، تقدم إلى خدمه، ونهب بيدرهم، فاغتاظوا من ذلك أهل البلد، وأوقعوا بالمتسلم، وقبضوا عليه، وقصدوا قتله، فعرف بذلك سعد وظاهر أولاد عمر، فتسلحوا مع حاشيتهم، وأولاد عمهم، وأتوا، وتوسطوا القضية، بكل لين ولطافة، فخلصوا المتسلم من أهل البلاد، ورجعوا له أجرة الطريق، وردوا لأهل البلد نهبهم، وأخذه سعد، وأكرمه في بيته، وثاني يوم ركب هو وأخوه ظاهر معه، وأتوا إلى صيدا، عند محمد باشا ، وأعرضوا عليه ما وقع، فشكرهم على ذلك، وأراد يوقع بأهل البلدة، فتلطفوا به، إلى أن عفى عنهم، وترجوه أن لا يلزم، يرسل للبلد أحدا من أتباعه، بل هم خدامه في ذلك، بكل عام، يحضروا له ميرية البلدة، وعوائد متسلمها أيضا، بغير أجرة، فقبل ذلك، وأعطاهم ولاية عرابة، فرجعوا مسرورين، بولايتهم، وسرت بهم أهل البلد..... فإن شئتم، أن نختار منهم، أعقلهم، وأفرسهم، وندعوه، ونقوه... معه الشيخ فايض، والشيخ قعدان، وجميع مشايخ عرب الصقر إستصوبوا رأيه.

فقالوا له: الذي ما تراه ، أيها الأمير. فقال لهم: أمضي أنا والشيخ قعدان، والشيخ ناصيف، ونتوجه لعرابة، نجعل أنفسنا جايزين، ليس متقصدين، وندخل عندهم، ولهواف أتكلم، لنختبر أعقلهم، ونتفق معه، فقالوا سمعا وطاعة. فقاموا وركبوا، وأتوا إلى عرابة، وأتوا بيت الزيادنة، وطرقوا على باب سعد، فخرج إليهم، وتلقاهم بالرحب والسعة، حسب عوايده معهم، وأنزلهم بالكرامة، ففي المساء، حضروا جميع أولاد عمه، وأخوه، وجلسوا بعد العشاء يتداولوا.

فقال لهم الشيخ رشيد الجبر: أريد أرم عليكم مسألة.

فقالوا له: علامك يا أمير؟

قال: هذا رمحي، وقام فقبض على رمحه.

وقال: أريد أجعل هذا الرمح، واقفا على أرض من حجر الصوان، فأخبروني ما الحيلة به؟ فكل قال قوله.

فأسعد قال: هذا طلب المحال.

وبعض بني عمه قال: يحتاج تخرق الحجر بالمنقر أولا، وتخرج.

وآخر قال: كلام آخر ليس المقصود، إلى أن جاء الدور إلى ظاهر.

فقال: أيها الأمير! هذا سهل ما يكون.

فقال له الأمير رشيد: كيف؟

قال له: هات إيدك، وامسكه أمامي، فمسكه أمامه، ومن ظاهر يده، ومسك الرمح أمامه، جاعلا يده أعلى من يد الأمير رشيد.

فقال له الأمير رشيد: وبعد؟!

قال: وبعد! هو، هو ، الرمح واقف، هل تعلم أن الرمح يقف أو يغرز في حجر الصوان، إلا أن تسنده سواعد الفرسان؟! فأعجب به الأمير رشيد.

فقال له: إن أكن رأيت ما رأيت، فما يمنعني أن أقول: أني لك أتيت يا ظاهر، فأنت لتلائم تلك الكلام، وباتوا تلك الليلة، وتكلم رشيد الجبر، مع أكبر مشايخه.

وقال لهم: كيف رأيتم؟

قالوا له: رأيك.

قال: والله أخذ عقلي هذا الغلام، ولكن الزجر، أنه ربى، فغمني، حيث كان وضع يده فوق يدي، لأنه يدلني على أنه يملكنا، فلا نعود نقدر مخالفته، ويعلو علينا كثيرا، ولكن لا يأتين منه بقدر ما قدره عليه، لم يرد ما هو مكين، ولا يمنعني ذلك، من أن أختاره، أدعوا لنا سعد، قبل النوم، فأرسلوا أخبروا سعد، فنزل لهم.

وقال: خيرا تعلم أيها الأمير.

قال: ألا تعلم لم أتيت؟

قال: لا إلا زائرا لتشكر، فتحية لمجيئكم بنا، لتنظر سلامتنا.

قال: ما تعديت هذا أولا، ولكن أتيت أيضا، لأختار منكم واحدا أقيمه علينا، ويكون رأسنا، ونحن طوعه، وفي ظهره، وننتهض من الباشا في صيدا، ومن ماضي شيخ مشايخ نابلس، وظلمهم لنا.

فقال له سعد: وما نكون نحن أيها الأمير؟

فقال له: ما عليكم، وأنا إخترت أن أقيم ظاهرا علينا كبيرا، وأخرج به.

فقال له سعد: كلنا أمامك، وهذا يفرحني كثيرا، لأنه ليس أخي فقط، وشقيقي.

فقال له: أرسل أحضره معنا، فأرسل سعد، وأحضره، وإعتمد خيرا...] إ.هـ.

وكتبه

علي بن فلاح الملاحي الصقري

مؤرخ عشائر عرب الصقر (المفارجة) الطائية العريقة

إربد – الأردن
المصادر:

http://www.55e55.com/vb/showthread.php?t=4149

http://www.55e55.com/vb/showthread.php?t=4540

http://zakirat-akka.com/makal10.htm

http://www.al-liwa.com/Sections/Defa...8246&sec_id=42

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.abujarad.mam9.com
Mashagbeh
مشرف منتدى
مشرف منتدى
Mashagbeh


عدد الرسائل : 419
العمل/الترفيه : ولا اشي
تاريخ التسجيل : 20/08/2008

قبيلة الزيادنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قبيلة الزيادنة   قبيلة الزيادنة Empty17/12/2008, 10:01 am

شكرا لك يا غالي

موضوع جميل جدا

وأنعم وأكرم بمن ذكرت

ويا حيا الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المشاقبة
زعيم عصابة الshــfــيــ ع ــة
زعيم عصابة الshــfــيــ ع ــة
المشاقبة


رقم العضوية : 2
عدد الرسائل : 694
العمل/الترفيه : موظف
تاريخ التسجيل : 13/04/2008

قبيلة الزيادنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قبيلة الزيادنة   قبيلة الزيادنة Empty28/12/2008, 9:45 pm

والنعم والله

من جميع العشاير الأصيلة

مشكووور يا غالي يا راقي يا وردة على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قبيلة الزيادنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عائلات قبيلة بني صخر
» قبيلة السرحان
» قبيلة العدوان
» قبيلة العجارمة
» قبيلة العيسى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بنيۓ حس?ن  :: منتدى العشائر والأنساب والعادات والتقاليد :: قسم العشائر والأنساب والعادات والتقاليد :: قسم العشائر الأردنية-
انتقل الى: